بلاك كات 24 : باريس، فرنسا
في حدث ثقافي عالمي بارز، كرمت منظمة اليونسكو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة وعضو المجلس الأعلى للاتحاد، يوم الخميس 22 مايو 2025، في مقرها بباريس، وذلك تقديرًا لإنجازه الاستثنائي في إتمام المعجم التاريخي للغة العربية.
هذا المشروع الضخم، الذي يتكون من 127 مجلدًا، حصل على لقب أكبر معجم تاريخي في العالم وفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية.
الحفل، الذي حضرته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للكتاب، يعكس التزام الشارقة العميق بالثقافة والتراث العربي.
الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي، عبرت عن فخرها العميق بوالدها، قائلة : “سعدت بمشاهدة والدي، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في مقر ‘اليونسكو’، وهو يوقع ‘المعجم التاريخي للغة العربية’. كانت لحظة مؤثرة للغاية، أن أرى ثمرة عمر من العطاء العلمي تُخلّد في أحد أبرز منارات الفكر الإنساني.
خلال الحفل، تحدثت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي (Audrey Azoulay)، عن الجذر العربي “س-ل-م” وربطته بمفهوم السلام، مشيرة إلى أهمية اللغة العربية كجسر بين الثقافات.
كما وقّع الشيخ سلطان نسخة من المعجم وسلمها كهدية لمكتبة اليونسكو، في خطوة رمزية تؤكد التزامه بخدمة اللغة العربية والتراث الإنساني.
الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يُعتبر رمزًا عالميًا في دعم الثقافة والفنون فقد قاد مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية” بشغف كبير، حيث جمع باحثين من 20 مؤسسة لغوية عربية لتوثيق تطور اللغة العربية عبر التاريخ، مما جعل المعجم مصدرًا لا غنى عنه للباحثين ومحبي اللغة العربية.
ولم يقتصر دور سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على هذا الإنجاز، بل شمل تأليف أكثر من 82 كتابًا حتى عام 2023، تغطي مجالات التاريخ والأدب والمسرح، بالإضافة إلى إنتاجه فيلم “خورفكان” التاريخي عام 2020، المستند إلى كتاب له يروي مقاومة الغزو البرتغالي عام 1507، مما يبرز التزامه بإحياء التراث الإماراتي والعربي.
سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ساهم أيضًا في تعزيز مكانة الشارقة كمركز ثقافي عالمي.
ففي عام 2014، اختيرت إمارة الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية من قبل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وفي عام 2019، أصبحت أول مدينة عربية تُختار عاصمة الكتاب العالمية من قبل اليونسكو تحت شعار “افتح كتابًا، افتح عقلك”.
كما أسس سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسميمبادرات ثقافية عديدة مثل مهرجان الشارقة للقراءة للأطفال، ودعم المؤسسات التعليمية والفنية، مما جعل الشارقة منارة للثقافة والإبداع في المنطقة.
سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة حاكم الشارقة، لعبت دورًا محوريًا في دعم المبادرات الإنسانية والثقافية وهي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الإمارات، وتُعرف بجهودها البارزة في تمكين المرأة والفتيات، ودعم الشباب والأسر واللاجئين.
كما تُعتبر من أبرز الشخصيات الإنسانية في العالم العربي، حيث تشغل منصب المبعوثة الموقرة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR). حضورها في حفل اليونسكو يعكس دعمها المستمر للمشاريع الثقافية التي يقودها سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وهي بمثابة شريك أساسي في تعزيز رؤية الشارقة كوجهة ثقافية عالمية.
كما ساهمت الشيخة جواهر في تعزيز الوعي الثقافي من خلال دعم البرامج التعليمية والفنية التي تستهدف الأطفال والشباب، مما يعزز من مكانة الشارقة كمركز للإبداع والتنمية المستدامة.
هذا التكريم يتزامن مع موجة من المبادرات الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة ، بما في ذلك إطلاق متحف زايد الوطني في أبوظبي عام 2025، والذي يهدف إلى عرض التراث الإماراتي على المستوى العالمي.
كما يتماشى مشروع “المعجم التاريخي للغة العربية” مع استراتيجية الإمارات الثقافية “رؤية 2030″، التي تؤكد على أهمية الحفاظ على اللغة العربية كجزء أساسي من الهوية الوطنية في ظل العولمة السريعة.
الحفل يعكس أيضًا الشراكة المتنامية بين اليونسكو والإمارات، خاصة بعد تجديد جائزة اليونسكو-الشارقة للثقافة العربية في عام 2024، والتي أُسست عام 1998 لتعزيز الحوار الثقافي العربي.
علاوة على ذلك، يبرز الحدث دور الإمارات في برنامج اليونسكو “ذاكرة العالم”، حيث انضم “المعجم التاريخي للغة العربية” إلى قائمة العناصر المرشحة من الإمارات، مثل المخطوطات العربية التي أدرجتها هيئة متاحف الشارقة في عام 2023.
هذا التكريم يُعد شهادة عالمية على التزام الشارقة بالحفاظ على التراث الثقافي واللغوي، بقيادة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ودعم سمو الشيخة جواهر، مما يعزز مكانة إمارة الشارقة كمنارة للمعرفة والإبداع على المستوى العالمي.
