Mr. Ahmed Kormod
@akormod
الرئيسية » وداعًا قلب المسرح العربي: سميحة أيوب تغادرنا تاركةً جرحًا لا يلتئم

وداعًا قلب المسرح العربي: سميحة أيوب تغادرنا تاركةً جرحًا لا يلتئم

صورة سوداء تعبر عن الحزن العميق لرحيل سميحة أيوب، سيدة المسرح العربي.

بلاك كات 24 : القاهرة

في صباح الثلاثاء 3 يونيو 2025، أطبق الحزن على قلوب عشاق الفن العربي، حين غادرت سميحة أيوب هذا العالم، تاركةً وراءها سماء المسرح خالية من نجمها الألمع. رحلت سيدة المسرح العربي عن عمر 93 عامًا في منزلها بمنطقة الزمالك بالقاهرة، لكن ذكراها ستبقى تنبض في كل ركن من خشبات المسرح وقلوب محبيها. رحيل سميحة أيوب ليس مجرد فقدان لفنانة، بل نزيف لروح عظيمة عانقت الفن، ونسجت من شغفها لوحات ثقافية ستظل خالدة. في هذا المقال، نودّع هذه الأسطورة بقلوب مثقلة، ونروي حكاية حياتها وإرثها الذي سيبقى يبكينا إلى الأبد.

سيدة المسرح العربي: رحلة من النور
ولدت سميحة أيوب في شهر مارس 1932، وحين صعدت خشبة المسرح في الأربعينيات، أضاءت العتمة بموهبتها الساطعة. لقب سيدة المسرح العربي كان وسامًا على صدرها، يعكس عطاءها اللا نهائي. في مسرحيات مثل رابعة العدوية، سكة السلامة، والناس اللي تحت، تنفست الشخصيات حياة من خلال أدائها المفعم بالروح. لم يقتصر إبداعها على المسرح، فقد تركت أثرًا عميقًا في السينما بأفلام مثل أرض النفاق، وفي الدراما التلفزيونية، مسلسل أوان الورد حيث كانت أدوارها مزيجًا ساحرًا من العمق والرهافة.

إرث باق
سميحة أيوب هو وجع لا يُوصف، دمعة تسقط من عيون كل من أحب فنها. على مدى سبعة عقود، كانت حارسة للفن الراقي، تقاوم كل ما يهدد نقاءه، متمسكةً بقيم الفن الذي يسمو بالروح. كانت سميحة أيوب لوحة إنسانية، ترسم آلام المجتمع وأحلامه بصدق يمزق القلب. أدوارها لم تكن تمثيلًا، بل كانت نبضًا حيًا، جعلها رمزًا يلهم الفنانين ويبقى في ذاكرة الجمهور. إرثها الثقافي سيظل منارة، يضيء المشهد الفني العربي لأجيال قادمة.

ملهمة الروح والضمير
سميحة أيوب لم تكن مجرد ممثلة، بل كانت منارة فنية تضيء دروب الأجيال. في مشروع “الملهم” الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة، سكبت من قلبها خبراتها وذكرياتها، لتزرع في الشباب حب الفن الراقي. صوتها الجريء دافع عن نقاء الفن، وحضورها العظيم جعلها رمزًا للتفاني. رحيل سميحة أيوب يمزق القلوب، لكن أعمالها ستبقى تنطق بحياتها، تحكي قصة امرأة عاشت للفن ووهبته روحها.

في يناير 2024، كرّم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الفنانة سميحة أيوب، سيدة المسرح العربي، تقديرًا لمسيرتها الفنية الحافلة. خلال لقاء خاص، أشادت السيدة العظيمة سميحة أيوب بدور مصر الثقافي وجهود الدولة في تعزيز القوة الناعمة. عكس التكريم مكانتها كرمز فني أثرى المسرح والسينما العربية بعطاء امتد لعقود. هذا التكريم جسّد تقدير الوطن لفنانة حملت هموم المجتمع وأحلامه في أعمالها.

لحظات الفراق المرير
في صباح 3 يونيو 2025، أغلقت سميحة أيوب عينيها في منزلها بالزمالك، لتترك فراغًا يعجز الزمن عن ملئه.

نجمة لا تغيب
رحيل سميحة أيوب هو جرح في صدر الفن العربي، لكنه دعوة لنحمل إرثها كشعلة لا تنطفئ. أعمالها ستبقى تخبر قصص عطائها، وروحها ستظل تحلّق في سماء المسرح. أسطورة الفن العربي. سميحة أيوب، قلب المسرح العربي، ستبقى نجمة مضيئة، يبكيها القلب، لكنها تحيا في وجداننا إلى الأبد.