بلاك كات 24 : المملكة المتحدة
“Dragonfly” يحلق كتحفة سينمائية بريطانية تتألق بالعمق والجمال الخفي، حيث ينسج المخرج Paul Andrew Williams رؤية فنية مستوحاة من شغفه باستكشاف النبض الريفي. من إنتاج المملكة المتحدة، يمتد العمل على مدار 98 دقيقة من السحر العاطفي، يروي قصة Colleen، شابة تتطوع للعناية بجارتها العجوز Elsie، لتكتشف رابطاً عاطفياً غامضاً يتحول إلى أحداث مثيرة تكشف أسراراً مدفونة. مع كل لقطة، يدعو الفيلم المتابع للانغماس في عوالم مليئة بالإحساس والتأمل.
تسحر Andrea Riseborough في دور Colleen بأداء يجمع بين البراءة والغموض، حيث تبدأ كمرافقة طيبة لكن دوافعها تتشابك مع خيوط غامضة، مستمدة بريقها من أدوارها السابقة كـ “To Leslie” عام 2022. بجانبها، تحمل Brenda Blethyn دور Elsie بنعومة قوية، تعكس ماضياً مليئاً بالوحدة والصمود، مستفيدة من خبرتها في تجسيد الشخصيات العجوزة المفعمة بالحياة. العلاقة بينهما تنمو كزهرة تتفتح وسط العواصف، مدعومة بموسيقى تصويرية من Rafferty تتراقص كأنغام تنبض بالشجن، مما يضيف طبقة من العمق لكل مشهد.
تبدأ الرحلة بلقطة افتتاحية تصور حياة Colleen وElsie في بيوت متجاورة، حيث تتطور علاقتهما لتكشف عن أحداث غير متوقعة تؤدي إلى نهاية مدهشة، مليئة بالتوتر والإلهام.
الفيلم، الذي شارك في مهرجان Tribeca ضمن المنافسة الدولية للسرد وحظي بإشادة كبيرة، يناسب الاهتمام المتزايد بالدراما الهادئة التي تلمس الروح، معبراً عن روعة القصص الفريدة. اللقطات تعانق جمال الطبيعة الريفية بألوانها الخضراء وهدوئها، مما يعزز التجربة البصرية التي تتجاوز الشاشة، وتدعو المتابع للتأمل في كل تفصيل.
Paul Andrew Williams يصوغ رؤية راقية تستكشف الوحدة والكرامة، حيث تحولت قصة Colleen وElsie إلى دراما مليئة بالعاطفة والتحولات المفاجئة. Andrea Riseborough تتألق كنجمة بأداء يمزج بين الرقة والقوة، حيث تترك كل نظرة منها أثراً يدوم، بينما تضيف Brenda Blethyn لمسة عاطفية تعزز السرد السينمائي بكل كلمة وإيماءة. مع تصوير يعكس أصالة المناظر الطبيعية، يقدم الفيلم تجربة تذوب فيها الحدود بين الواقع والخيال، حيث تتجلى كل لحظة كلوحة حية.
“Dragonfly” ليس مجرد فيلم، بل رحلة سينمائية تتوهج بألوان الإبداع والتشويق، حيث يلتقي الفن بالإنسانية في نسيج يأسر القلوب. مع كل مشهد، يتجلى التزام Williams بالقضايا الإنسانية، سواء كانت الوحدة أو البحث عن الكرامة، مما يجعل هذا العمل تجربة تستحق الاحتفاء. الصور الطبيعية المصورة بعناية، إلى جانب الأداءات القوية، تترك انطباعاً ساحراً يرافق الجميع طويلاً، كأن الفيلم يحمل في طياته صدىً يتردد في الذاكرة.
